فتيات تبحثن عن الرشاقة، وتبذلن المساعي وتطرقن عيادات الأطباء وقد تجربن الوصفات البديلة المضرة من أجل التخسيس، وقد تضطر بعضهنّ لإجراء عمليات تعرض حياتهنّ للخطر داخل مراكز طبية غير معتمدة، في سبيل تحقيق حلمهنّ بقوام رشيق.. وفي نفس الوقت نفسه، تعاني أخريات من النحافة الزائدة وتبذلن نفس المساعي من أجل زيادة الوزن والحصول على قوام معتدل يجعلهنّ أكثر ثقة بأجسادهنّ. وفي كلتا الحالتين توجد الكثير من المحاذير خاصة في حالة النحافة. ففيما تلجأ التي تعاني من البدانة إلى ممارسة الرياضة، أو الامتناع بل الحرمان ممّا لذ وطاب من الطعام.
فإن النحافة مرض مستعص قد لا يفلح معه كثرة تناول الطعام. وهنا لابد من اللجوء إلى الطبيب ووضع نظام غذائي مثالي للوصول لقوام مقبول. أسباب النحافة ترجع أسباب النحافة إلى عوامل عدة، وتبدأ بسوء التغذية، ثم العادات الغذائية الخاطئة والمكتسبة منذ الطفولة، وقد تكون النحافة علامة على وجود مرض عضوي. وهنا يفضل أن نطلق عليها تعبير “فقدان الوزن”؛ لأن الإنسان في هذه الحالة كان وزنه طبيعياً ثم نقص بسبب المرض. و قد يصاب الإنسان بفقدان الوزن رغم زيادة شهيته للطعام. وهنا تكون الغدة الدرقية من الأسباب المؤدية لذلك، وقد يصاب الإنسان بفقر الدم الشديد، أو أمراض الجهاز الهضمي التي تحول دون امتصاص الطعام المهضوم مثل الديدان والأميبا، أو مرض السكر أو الإصابة بالطفيليات المعوية كالإسكارس.
وهناك حالات أخرى تصاب بنقص الوزن لضعف في الشهية، ولها أسباب عضوية، مثل: ضعف أمراض الكلى، وأمراض الغدة الدرقية، والكبد والأورام الخبيثة، فضلاً عن السبب النفسي وهو الأكثر لحدوث النحافة.. حيث يكون الشخص مصاباً باكتئاب شديد يفقده الشهية. وكذلك العامل الوراثي ميول طبيعية للبدانة: إن كل طفل يولد ولديه ميل للبدانة أو النحافة أو للوزن الطبيعي تبعاً لعدد وحجم الخلايا الدهنية الموجودة في الجسم. فإذا كانت كثيرة فهناك ميل للبدانة..
أما إذا كانت محدودة الحجم والعدد فلا مكان لتخزين الدهون، وبالتالي يصبح الشخص نحيفاً، وفي هذه الحالة يشكو الناس من زيادة الرغبة في الأكل وعدم جدوى ذلك في زيادة الوزن.
وذلك لأن طبيعة التمثيل الغذائي لدى بعض الأشخاص تجعلهم يستهلكون سعرات حرارية أكثر من الشخص الطبيعي إذا مارس نفس النشاط تحاليل طبية:نظراً لأهمية التحاليل الطبية في الكشف عن الكثير من الأمراض وخفايا الجسم نأكد على ضرورة تحقيق توازن بين كمية السعرات الحرارية التي يتناولها الإنسان في طعامة اليومي وما يتم حرقه، فإذا زادت السعرات الحرارية التي يتناولها الإنسان عن احتياجاته، فإنها تختزن في الخلايا الدهنية الموجودة في الجسم وتحدث السمنة، بينما لأسباب وراثية يقل عدد الخلايا الدهنية بالجسم فيميل الجسم للنحافة. قد توجد أسباب مرضية للنحافة، مثل: أمراض الكبد، والسكر، أو حدوث اضطرابات بالجهاز الهضمي، أو وجود قرحة بالمعدة وكذلك حدوث اختلال بالهرمونات في الجسم، لذا لا بد من إجراء تحاليل معينة للاطمئنان على عدم وجود الأمراض التي تسبب النحافة..
مثل: تحليل صورة دم كاملة، وتحليل نسبة السكر في الدم، وتحليل مستوى الهرمونات مثل
تحليل هرمون “ايثروكسين” والذي يؤدي زيادة إفرازه إلى سرعة احتراق المواد الغذائية، وكذلك إجراء تحليل الهرمونات التي تفرزها الغدة الدرقية وهرمون النمو الذي تفرزه الغدة النخامية. فإذا كان هناك خلل في مستوى هذه الهرمونات فإنها تؤدي إلى حدوث النحافة.
وقد يعاني الشخص النحيف من حالات الإسهال المزمنة، وفي هذه الحالة لا بد من إجراء تحليل للبراز للكشف عن الديدان والطفيليات وعن وجود خلل في الهضم، ومن الممكن طفيليات الإسكارس، وترايكيوراس، والانكلستوما، والبلهارسيا والتي تؤدي الإصابة بها إلى فقدان الوزن بصورة كبيرة، كما أنها تحدث مشاكل بالجهاز الهضمي.
ويتم إجراء تحليل للبول للكشف عن وجود زلال لأن وجوده يؤدي إلى استنزاف البروتين الموجود بجسم الإنسان. وبعد التأكد من الأمراض العضوية والجسدية يأتي الدور العلاجي من خلال خبير التغذية للوصول للوزن الطبيعي التغذية الصحية : أن نحافة الجسم لا ترتبط فقط بمشكلة نقص الوزن، ولكنها قد تدل على عدم كفاءة العمليات الحيوية بما لا يمكن الجسم من الاستفادة الكلية مما يأكل الشخص، فتنخفض مقاومته ويصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
ولتفادي النحافة يجب الاهتمام بالتغذية الصحية منذ الطفولة، بحيث تصبح أساليب التغذية الصحية معتادة في الحياة اليومية، وتعتمد قواعد التغذية الصحية على توازن كمية الطعام مع النشاط البدني للجسم. أما عن الوصفات (أو الروشتة) الغذائية لعلاج النحافة واستعادة الوزن الطبيعي للجسم،أن أهم شيء هو الحفاظ على تناول الثلات وجبات اليومية في مواعيد منتظمة والتنوع في التغذية. وعدم اتباع النظم الخاطئة من النصائح والتجارب.
ولا بد من التهوية الصحية للمنزل وخصوصاً عند تناول الطعام؛ لأن الهواء النقي يساعد على فتح الشهية، وتجنب التدخين في أماكن تناول الطعام. بجانب ممارسة الرياضة مثل المشي لأنها تقوي العضلات، وتجعل زيادة الوزن تتركز في العضلات بدلاً من زيادة الدهون. كما أن ممارسة الرياضة تعمل على تقليل أثر الضغوط النفسية على الصحة العامةأهمية التغذية في علاج النحافة:على ضرورة تناول كمية أكبر من الطعام تدريجياً، حتى لا يتسبب ذلك في اضطرابات المعدة والهضم، ويجب تناول فيتامين “ب” المركب يومياً، ويستحسن تناول وجبات صغيرة ومتعددة بدلاً من الوجبات الكبيرة..
فمثلاً يحتاج النحيف إلى ثلاث وجبات رئيسية، وثلاث وجبات صغيرة، الأولى بين الإفطار والغذاء والثانية بين الغذاء والعشاء والأخيرة قبل النوم. ويراعى زيادة تناول الخضروات والفاكهة الطازجة لإمداد الجسم بالفيتامينات والمعادن الضرورية للصحة، والتي تعمل على فتح الشهية بجانب زيادة تناول الأغذية النشوية والسكرية، مثل: الخبز، والبطاطا، والكيك، والبسكويت، والفطائر، والآيس كريم والعسل، والمربى والحلاوة الطحينية، والبقوليات: كالعدس، واللوبيا، والفول واللبن ومنتجاته، واللحوم بأنواعها، والبيض.
والاهتمام بوجود التغذية الغنية بالطاقة في الوجبة، مثل: الزيوت النباتية، واللبن كامل الدسم، والكيك. ونؤكد على ضرورة عدم زيادة المتناول اليومي من السعرات الحرارية عن 2500 سعرة وألا تقل عن 1500 سعرة. ويجب استشارة طبيب لاستعمال بعض الحبوب المقوية والفيتامينات والمعادن.
كما ينصح بالنوم المبكر.. والنوم لساعة أو ساعتين وقت القيلولة.. والتأكيد على إضافة العسل إلى الحليب والمشروبات الساخنة، ومضغ الطعام جيداً، والتعرض للشمس فهي تحسن من الصحة وتفتح الشهية للطعام.
0 comments:
Post a Comment