تحميل رواية ( سارق الكحل ) لـ يحيى حقى
يمر الفصل الأخير كالفصل الأول، ليس بينهما ستار ينزل ويرتفع، ماتش الكورة يعود من جديد فوق السقف، الضحكات تتعالى، مصطفي ينزل في الصباح ليأتى بمطالب البيت ويعود حاملاً قراطيس الفاكهة، حبل غسيلهم يزهر من جديد، وها هو ذا مصطفي مع عواطف في شقتي، هي جالسة "كحمامة متستتة فوق سور خرابة أمام ذكر له صبوة يتحنجل" ابتسامتها الصامتة موزعة بين عينيها وشفتيها، أما هو فيذرع الحجرة ذهاباً وإياباً ويقهقه بملء فمه، ويقول لي وعيناه مرحتان، قد غاب عن نظرتهما وميض الحنق الذي أخافني ذات يوم:بذمتك.. ألا ترى كم هي جميلة.. زوجتى القطقوطة؟ كانت منيتي طول حياتي أن أتزوج من سمراء..!أود أن لا يكون قد لحظ أنني طأطأت رأسي، لم أستطع أن أمنع نفسي من تذكر وجيهة، وخيل إلي أن روحها معنا وذكرت باستهزاء يوم تمنيت أن أكون أما تلقم الثدى وليدها الحزين فما نفعه درها، ومضى كصغار القطط يهتدى وحده إلي ثدى أمه الحياة التي لا أم غيرها للسلوك والنسيان، فلما ذكرت هذا رفعت رأسي وأقسمت في سري أن لا أحزن علي شئ قط، مادام كل حزن مآله في هذه الدنيا إلي النسيان، ومع ذلك أحسست لقسمي بشعور غامض غريب، خليط من البجاحة والامتعاض، ومن الخوف والاحتقار، حين أدركت أنه قسم رجل له عقل وليس له قلب، رجل أناني دنئ.
لتحميل الروايه اضغط على الرابط التالى
0 comments:
Post a Comment