Wednesday, 28 December 2011

تحميل روايه ( الكاتب العمومى ) لــــ الطاهر بن جلون


كل مدينة يولد فيها المرء تحمل في جوفها قليلاً من الرماد، و “فاس” ملأت لي فمي بالتراب الأصفر والغبار الرمادي، بالخام الحطب والفحم توضع في قصباتي وأثقل جناحيّ، كيف أحب هذه المدينة التي سمّرتني في الأرض وحجبت نظري زمناً طويلاً؟ كيف أنسى طغيان حبها الأعمى، فترات صمتها الثقيل الطويلة الأمد، وغيباتها المضطربة؟ عندما أسير في شوارعها أترك أصابعي على الحجر وأجرّ يديَّ على الجدران إلى أن ينسلخ عنها جلدها وألعق دمها، السور يقاوم حتى وان كان قد أخذ يميل قليلاً، هو لم يعد يحرس المدينة لكنه يحافظ على الذكريات، وكم من الرجال وقفوا على أعتاب تلك الأبواب الضخمة مقدمين أجسامهم للأرض وأرواحهم إلى تلف وبلى ذلك الرمل الأحمر! “الكاتب العموم” هو في الواقع كاتب بالأجرة يكتب لمن لا يتقن الكتابة ولكنه في هذه الرواية لا يكتب للناس بل يكتب لنفسه وعن ذاته، عائداً إلى ماضية، باحثاً منه عن سنين حياته التي أهملها في مجتمع أهلكه التأخر والإملاق والعنف… وهو الآن يرسم بكلماته صور ماضي حياته المغتصب، مستدعيا من خلالها ذاته وذكرياته وخيالاته ليرسم ملامح مدن زارها أهل وأصدقاء عايشهم، نفسه التائقة إلى الظهور والتشكل بعبارات وأحرف بخط صاحبها كاتب العموم الذي طالما كتب للناس وأهمل نفسه، في هذه الرواية يستدعي الكاتب ذكرياته وماضيه، فيكتب أحاسيسه منذ أن كان طفلاً صغيراً تائقاً للحياة والنساء والجمال إلى أن أصبح شاباً جذبته المدن وتاقت نفسه إلى العيش في شوارعها الغامضة التائهة إلى من يصفها من يرسمها بكلمات، وصور تعير عن حالها وبأساتها.
نبذة الناشر:إنها رواية تستدعي ذكريات الكاتب وخيالاته وتداعياته عن البلاد المسبية والمهانة، حيث ترتسم ملامح بعض المدن من المغرب الحقيقي أحياناً، والمتخيل أحياناً أخرى. وتحدد تجربة الفقر والعنف والقمع في بلاد لا تعرف عن الديمقراطية إلا اسمها.
إن الطاهر بن جلون يغوص في أعمق تناقضات ونوازع وصراعات النفس البشرية، لاثماً جرح الوجود بنص إبداعي ومخيلة متألقة حارة ولغة ساحرة.

 
لتحميل الروايه اضغط على الرابط التالى

0 comments:

Post a Comment