Monday 29 July 2013

خصائص الصائمين وشرفهم

بسم الله الرحمن الرحيم 
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة





خصائص الصائمين وشرفهم


..
اختص الله الصائمين بباب في الجنة يدخلون منه يوم القيامة .
وإظهاراً لشرفهم وفضلهم ينادي مناد على رؤوس الاشهاد : أين الصائمون فيراهم القاصي والداني وتمتد إليهم الأبصار وتشرئب الأعناق ، ويتمنى متمن أن لو كان معهم وفي ركبهم الميمون ، ويتحسر متحسر على ما فاته في الدنيا من فرصة العمل والجد وما ضاع عليه من أوقات ثمينة وساعات عديدة يصور صلى الله عليه وسلم هذا المشهد فيقول : (( إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يقال أين الصائمون فيقومون فيدخلون فإذا دخلوا أغلق عليهم فلم يدخل منه أحد )) . أخرجه أحمد والشيخان عن سهل بن سعد .

واختص الله سبحانه وتعالى الصائمين أيضا بأن جعل صومهم لهم حصنا حصينا من النار وسترا يقي صاحبه مما يؤذيه من الشهوات يقول صلى الله عليه وسلم : (( الصيام جنة حصينة من النار )) . رواه أحمد والبيهقي في الشعب .


ثم يبين لنا صلى الله عليه وسلم حقيقة هذا الصوم الذي يحفظ صاحبه من النار فيقول : (( الصيام جنة من النار كجنة أحدكم من القتال ما لم يخرقها بكذب أو غيبة )) رواه أحمد والنسائي وابن ماجه .
وكأنه يقول ان المدار بالصيام هنا صيام من سلم صيامه من المعاصي قولا وفعلا ولذلك حث الصائم أن يلتزم مسلك الفضيلة ويبتعد عن دواعي الرذيلة حتى يتحقق بالصيام الذي هو جنة فيقول : (( الصيام جنة من النار فمن أصبح صائما فلا يجهل يومئذ وان امرؤ جهل عليه فلا يشتمه ولا يسبه وليقل إني صائم )) رواه النسائي .
واختص الله الصائم أيضا بأن جعل تغير فمه أطيب من ريح المسك فقال : (( ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك )) . والخلوف تغير الفم من الصوم .
واختص الله الصائم بأن جعل له في صيامه فرحتين فإذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح ففرحه بفطره تعبير صادق عن شكره التام لربه الذي وفقه لإتمام صوم ذلك اليوم ومكنه بواسطة تمام صحته وقوته فأدى عبادة يومه كاملة غير ناقصة فهو في فرحه هذا في عبادة لأن الشكر عبادة وذكر .
وفرحه بلقاء الله اطمئنان بوعد الله ويقين جازم بقبول العمل بمشاهدة عظيم الثواب عليه .
يقول صلى الله عليه وسلم عن ذلك : (( وإن للصائم فرحتين . إذا أفطر فرح وإذا لقي الله فرح )) رواه مسلم في الصحيح .

واختص الله الصائم بأن جعل له في صومه الصحة والشفاء من كثير من الأمراض ففي الحديث : (( صوموا تصحوا )) . رواه ابن السني وأبو نعيم .

وأخرج البيهقي عن علي كرم الله وجهه قال صلى الله عليه وسلم : (( إن الله أوحى إلى نبي من بني إسرائيل أن أخبر قومك أنه ليس عبد يصوم يوم ابتغاء وجهي إلا أصححت له جسمه وأعظمت له أجره )) .
سر ذلك أن للصوم تأثيرا عجيبا في حفظ الأعضاء الظاهرة وقوى الجوارح الباطنة وحمايتها من التخليط الجالب للمواد الفاسدة واستفراغ المواد الرديئة وذلك من أكبر العون على التقوى كما قال تعالى : {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} .

واختص الله الصائم بإبعاد وجهه عن النار فلا ترى عينه أي مشهد من مشاهد النار . يقول صلى الله عليه وسلم : (( من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه من النار سبعين خريفا )) أخرجه أحمد والشيخان والنسائي عن أبي سعيد الخدري وعند ابن ماجه عن أبي هريرة وفي رواية النسائي عن عقبة بن عامر (( باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام )) .
ومما اختص الله سبحانه وتعالى به الصائمين ما ورد في القرآن من فضائلهم التي قال كثير من العلماء في كثير منها أن المراد بها الصائمون ومنها قوله تعالى : {السَّائِحُونَ} فسر بالصائمين لأنهم ساحوا إلى الله عز وجل أي وصلوا إليه بسبب خروجهم عن مألوفاتهم ومقاساتهم عناء الجوع والعطش .
ومنها قوله تعالى : {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} . قيل الصابرون هم الصائمون لأن الصبر اسم من أسماء الصوم فحينئذ يفرغ للصائم من خزائن الفضل والجود والكرم ما لا يحصيه الحساب ولا يقدره إلا رب الأرباب .
ومنها قوله تعالى : { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } . قيل عملهم الذي جوزوا عليه بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر هو الصوم .

واختص الله تعالى الصائم بأن جعل حاله كله عبادة وطاعة فهو ان صمت عن فضول الكلام في طاعة وإن نام ليتقوى على القيام في طاعة
ايضا روي عنه صلى الله عليه وسلم : (( صمت الصائم تسبيح ونومه عبادة ودعاؤه مستجاب وعمله مضاعف )) رواه الديلمي عن ابن عمر .
وفي فطوره له فرحة الشكر . وهي عبادة وله في ذلك الوقت دعوة مستجابة كما ثبت في الحديث (( للصائم عند افطاره دعوة مستجابة )) اخرجه ابن ماجه والحاكم وأبو داود الطيالسي والبيهقي .
ولا يخلو أن يدخل في ذلك الوقت ضمن الذين أسعدهم الله فكتبهم من العتقاء من النار في تلك الساعة كا ثبت في الحديث : (( إن لله تعالى عند كل فطر عتقاء من النار وذلك في كل ليلة )) . رواه ابن ماجه وأحمد والطبراني والبيهقي .
وسحوره بركة كما ثبت ذلك في الحديث الشريف وصومه بعد ذلك ثوابه الجنة .

واختص الله الصائم بأن جعل لمن فطره من الثواب الجزيل ما لا ينقص من ثواب الصائم نفسه ، وفي سبيل إكرام من أكرم الصائم جعل هذا الثواب ولو كان على لقمة خبز أو شربة ماء .
فقال صلى الله عليه وسلم : (( من فطر صائما في رمضان من كسب حلال صلت عليه الملائكة ليالي رمضان كلها وصافحه جبريل ليلة القدر ومن صافحه جبريل تكثر دموعه ويرق قلبه فقال رجل يا رسول الله أرأيت من لم يكن ذاك عنده ؟ قال فلقمة خبز قال أرأيت من لم يكن ذاك عنده ؟ قال فقبضة طعام قال أفرأيت من لم يكن ذاك عنده ؟ قال فمذقة من لبن قال أفرأيت من لم يكن ذاك عنده ؟ قال فشربة من ماء )) أخرجه أبو يعلى وأصحاب السنن الأربعة وابن حبان في الضعفاء .

واختص الله الصائم بأنه إذا أكل عنده جماعة مفطرون وهو يشهد وينظر لا يمنعه من الأكل معهم إلا حرمة الصيام فإنه تصلي عليه الملائكة .
أخرج أحمد والترمذي : (( إن الصائم إذا أوكل عنده لم تزل تصلي عليه الملائكة حتى يفرغ من طعامه )) .
وفضائل الصوم مطلقا كثيرة فمنها أن الله تعالى أضاف ثوابه إليه دون سائر العبادات فقال : (( الصوم لي وأنا أجزي به )) وهو حديث صحيح ثابت .

فاختص الصوم عن بقية الأعمال بإضافته إلى الله تعالى إضافة تشريف اعلاما بأن ثوابه وصل غاية تقصر العقول عن إدراكها وأيضا لأنه لم يتقرب إلى غير الله بالصوم لذاته . وصوم أصحاب الهياكل والاستخدامات للنجوم ليس لذات الهياكل والنجوم لأنهم لا يعتقدون أنها فعالة بنفسها . فصومهم في الحقيقة لربها وأيضا لأن الصوم إشارة سر صمديته تعالى دون سائر العبادات وأيضا لأن الاستغناء عن الطعام وسائر الشهوات من صفاته تعالى والصوم فيه نوع يوافقها فلذلك أضافه تعالى إليه . ومن ثم قال القرطبي معناه أن أعمال العباد مناسبة لأحوالهم إلا الصوم فإنه مناسب لصفة من صفات الحق فكأنه تعالى يقول إن الصائم يتقرب إليّ بأمر هو من صفاتي .

وأيضا فإن الصوم فيه ترك جميع حظوظ النفس وشهواتها الأصلية التي جبلت على الميل إليها لله تعالى ولا يوجد ذلك في عبادة أخرى ألا ترى أن الإحرام بالحج أو العمرة وان حرم كثيرا من المباحات لكنه لا يحرم الأكل والشرب

اكس فوست

0 comments:

Post a Comment