مواجهة منطقية … دعونا نغض البصر عن الأكثر شعبية !
أوشكنا على توديع هذا العام و لم يتبقى منه سوى يوم واحد ، الأغلبية من الناس في هذه المدة بالضبط من كل عام ينظرون إلى الحصيلة الإجمالية سواء لإنجازاتهم الشخصية أو لإنجازات الشركات و بقية الأفراد الأخرين.
نحن في كلفين للمعلوميات اليوم سنقف عند محركات البحث لنجد أن هناك عملاقين لا ثالت لها في هذا القطاع هما الأكثر نشاطا طيلة هذا العام ، و الأكثر إستقطابا للمستخدمين و الباحثين و التركيز الإعلامي أيضا ، دعونا من ياهو و من المحركات الصاعدة الأخرى ، و دعونا ايضا من الوحش الصيني بايدو و الذي تطرقنا إليه في مقال سابق بعنوان “ماذا لو قرر baidu منافسة جوجل عالميا ؟” اليوم سنضع جوجل في مواجهة بينج بعيدا عن من الأكثر إستخداما أو شهرة فكلنا نعرف أن الأغلبية تستخدم يوميا جوجل لكن يبقى السؤال هو من الأفضل ؟ السطور التالية لها وجهة نظر محددة دعونا نقرأها بتمعن.
Bing vs. Google : الواجهة و تصميم صفحات نتائج البحث
في وقت تأتي واجهة جوجل الرئيسية بشكل بسيط و معروفة للجميع حيت تطغى عليها الخلفية البيضاء ، و تتميز بتصميم بسيط جدا يتيح لك كتابة عبارة البحث و الإنتقال إلى نتائج البحث أو منها ايضا إلى خدمات جوجل و منها البريد و جوجل درايف إضافة الى جوجل بلس و بقية الخدمات الأخرى التابعة لجوجل و التي نستخدمها ، تأتي واجهة بينج الرئيسية بتصميم أكثر جمالا حيث الخلفية تتغير بين وقت و أخر و التي تكون في غالب الأحيان لمناظر طبيعية و أماكن تاريخية بجودة عالية و بشكل لا يشتت تركيز المستخدم على صندوق البحث و يمكن من خلال نفس الواجهة الإنتقال إلى خدمات مايكروسوفت و منها بريد أوتلوك و شبكة MSN و المزيد من الخدمات الأخرى.
حسنا عندما يتعلق الأمر بتصميم المنتجات فأنا أؤمن بفكرة واحدة هنا ألا و هي أن الأذواق و الميولات الشخصية هي التي تحدد من الأفضل .
Bing vs. Google : كمية نتائج البحث
في هذا الصدد أتبتث التجارب على عمليات البحث العربية و الإنجليزية أن جوجل متفوق في هذه النقطة إذ أنه يملك قواعد من البيانات أكبر من تلك التي يتوفر عليها بينج ، فعند البحث مثلا عن “سامسونج” ضمن بينج يعرض عليك تقريبا مليون و نصف نتيجة بحث “1,360,000″ بينما جوجل يعرض عليك تقريبا عشرين مليون نتيجة بحث “19,200,000″ ، و الأمر نفسه ينطبق على بقية العبارات المفتاحية التي يمكن لأي مستخدم كتابتها في صندوق البحث على كليهما ليحصل على كمية نتائج تقدم الكثير منها على جوجل بينما يعجز بينج على استعراض نفس الكمية .
Bing vs. Google : معلومات مختلفة على صفحات نتائج البحث
يعمل الأن بينج على إضافة قوائم من المعلومات المختلفة التي تخص عمليات البحث التي يقوم بها المستخدمين و التي ستعرض فيها معلومات عن الشركات و عن الكلمات المستخدمة و النتائج التي يفضلها الأصدقاء على الفيسبوك و المزيد من المعلومات الأخرى ، لكن إلى حد الان هذه التجارب صراحة محصورة على بينج في الولايات المتحدة الأمريكية أما بقية العالم فلا ، لهذا دعني أقارن بشكل عام و عالمي بين هذين المحركين ، فبينما لا يعرض بينج أية معلومات إضافية في نتائج البحث سوى قائمة من المواقع التي تقدم ما تبحث عنه و إقتراحات لعمليات بحث مرتبطة يتفوق جوجل مرة أخرى بتفعيله عالميا و عربيا الرسم البياني المعرفي أو ما يعرف بـ “Knowledge Graph” و الذي يتضمن تعريفا حول الشركة أو الشيء الذي تبحث عنه و أبرز الصور الخاصة به ، فمثلا عند البحث عن “مايكروسوفت” نحصل في الرسم البياني المعرفي على تعريف للشركة مأخود من ويكيبيديا و شعار الشركة إضافة إلى أبرز المعلومات التي تخصها و منها سعر السهم و الرئيس التنفيذي إضافة إلى معلومات تخص مقر الشركة و المؤسسين ، هذا إلى جانب عرضها لسلسلة من الشركات المنافسة في بحوثات ذات صلة و منها جوجل و سوني و ديل إضافة إلى أبل و هوليت-باكارد ، و من الرائع أيضا أن كل هذه المعلومات و المعطيات المحصل عليها يمكنك الضغط عليها للولوج إلى صفحة نتائج البحث الخاصة بها و الإستفادة أكثر ، و هذا ما يجعل إستكشاف المزيد من المحتوى أمرا في غاية السهولة.
Bing vs. Google : نتائج البحث الإجتماعية
من المؤكد أن نتائج البحث الإجتماعية أصبحث لديها أهمية اليوم ، خصوصا و أن الشبكات الإجتماعية هي التي تسيطر على المشهد اليومي للشبكة العنكبوتية ، و التي يتواجد بها الملايين من الناس حول العالم و يتشاركون من خلالها المحتويات التي تقدمها مواقع الويب المتخصصة و العامة ، إضافة إلى الأخبار الفردية و الشخصية و المعلومات التي لا نحصل عليها في مواقع الويب الأخرى و المتعلقة بحياة الناس ، و هي الأمور التي تعد مهمة للأغلبية على الويب لذا فقد عمل بينج على مدار هذه السنة ربط نتائج بحثه بشكل أكبر مع الفيسبوك و عرض نتائج البحث من تويتر و الفيسبوك بشكل متجدد و مستمر ، بينما جوجل يركز الأن أكثر على عرض نتائج البحث من جوجل بلس و التخلي عن تويتر نهائيا مع عرض نتائج البحث التي تخص الملفات الشخصية و الصفحات بشكل عام من الفيسبوك مع عدم عرض المنشورات و تقليص ظهور الملاحظات و نقاشات المجموعات بشكل كبير.
Bing vs. Google : الأمان و الحماية
إذا تعلق الأمر بالبحث الأمن فيظهر بينج هنا الأكثر تفوقا فكتابة العبارات التي من شأنها عرض نتائج بحث إباحية يعرض لك رسالة مفادها ” تتطلب بلدك أو منطقتك إعدادًا صارمًا لميزة البحث الآمن في Bing؛ مما يعمل على تصفية النتائج التي قد تُرجع محتوىً للبالغين. لمعرفة المزيد حول متطلبات البحث الآمن في بلدك أو منطقتك، راجع كيفية تقديم Bing لنتائج البحث.”، بينما يفشل جوجل صراحة في تصفية جميع النتائج الإباحية حتى في الوضع الأمن الأكثر تشددا و الذي تظهر فيه نتائج بحث جنسية يمكن للمستخدمين العاديين الوصول إليه أيضا.
أما إذا أتينا إلى النتائج المقدمة عموما فجوجل يعرض لك الصفحات التي لا تتضمن مواد ملغومة و فيروسات ، بينما يفشل بينج حقيقة في تصفية الصفحات التي تتضمن ذلك و السبب يعود إلى غباء عناكبه المنتشرة في العالم و التي لا تتعرف على أحدث المواد المضرة و المصابة على صفحات المواقع عكس عناكب جوجل الأذكى و التي تقوم بحظر المواقع المصابة بسرعة.
Bing vs. Google : البحث الصوتي
بدون شك جوجل هو الأفضل في هذا الصدد خصوصا و أن ميزة البحث الصوتي تدعم جميع اللغات و منها العربية بالطبع و التي نجدها مدعمة أيضا على منصات الهواتف الذكية ، بينما بينج يدفع مؤخرا لتفعيلها على نسخة الويب عالميا و قد سبق تطبيقه الحصول على دعم سيري من أبل للبحث الصوتي مع بينج ، لكن بالعودة إلى الواقع يبدوا ان محرك بحث مايكروسوفت ضعيف جدا في هذا الصدد أمام جوجل.
Bing vs. Google : جودة نتائج البحث
عندما أبحث عن المقالات و الأخبار و بقية المحتوى أجد أن جوجل يقدم جميع أنواع هذه المحتويات في صفحة واحدة فتجد أخر الأخبار و المقالات و الفيديوهات و الصور و ما تم تناوله حول موضوع البحث في شبكة جوجل بلس و المنتديات أيضا ، بخلاف بينج فقد أخفق هذا الأخير في عرض كل هذه الكمية من المحتويات للكثير من عمليات البحث التي قمت بها و هي النتيجة التي سيخرج بها أي مستخدم أخر.
الفرق الأخر بين العملاقين أن جوجل يتفوق بشكل كبير على منافسه في عرض نتائج البحث العربية ، لذا تجد فرقا شاسعا في النتائج المحصل عليها و إن كان التقارب بينهما يتحقق في عمليات البحث الإنجليزية و العالمية.
من جهة أخرى لدى بينج مميزة مهمة و هي سرعته في تحديث نتائج البحث التي تخصه ، لذا لا تجد نفس النتائج بعد أيام من القيام بنفس عملية البحث عكس جوجل الذي يعرض عليك أحيانا صفحات تمت أرشفتها خلال الأعوام الماضية ما يحثم عليك حقيقة إستخدام ميزة الفلترة حسب التاريخ .
بالنسبة للمحتوى المنقول فلا يزال جوجل يعرض الكثير منه على نتائج بحثه ، لكن الحقيقة الرائعة ان عام 2013 شهد محاربة للمحتوى المنسوخ عبر خوارزميات جوجل المختلفة و التي تمكنت من تحسين الجودة عموما ، بينما منافسه بينج يعرض نتائج البحث الأقل جودة و تلك التي تشير إلى المقالات و الأخبار المنقولة و هو ما لا يشجع المفكرين و المبتكرين على الإبداع. و يجعل المستخدمين في العالم العربي خصوصا يتجنبون إستخدامه مع ثورة المنقول التي لا تزال قائمة.
Bing vs. Google : الأكثر إفادة و منفعة لأصحاب المواقع
من خلال متابعتي لمواقع و منتديات عربية و أجنبية أيضا ، و القيام بالإختبارات على عدد الصفحات التي تمت أرشفتها لتلك المواقع المتنوعة و المختلفة في أحجامها ، أخرج بنتيجة واحدة جوجل هو الأكثر أرشفة لصفحات المواقع لعرضها في نتائج البحث و يتميز بالسرعة أيضا ، عكس بينج الذي تزحف عناكبه إلى جميع المواقع العالمية دون أن تكون لديها نفس القدرة في سرعة الأرشفة و أرشفة جميع الصفحات ، و هو ما يجعل جوجل الأفضل للجميع
الأمر الأخر الملاحظ أيضا هو أن غالبية المواقع و المنتديات و المجلات تستقبل أغلبية زوارها و مستخدميها و عملائها من جوجل ، بينما يعجز بينج على ذلك خصوصا و أن أعداد مستخدميه مخجلة أمام أعداد مستخدمي جوجل.
جوجل الأفضل …. لماذا ؟؟؟
لو كان بينج الأفضل صراحة لأشرت لذلك لكن العكس هي الحقيقة ، هناك الكثير من الناس الذين ملوا صراحة من جوجل ، لكن عند الإختبار يكرم المرء أو يهان … اليوم لا يزال جوجل يكرم بشكل علني لقوته في عرض نتائج بحث أفضل للمستخدمين و إرسال الكثير من الزوار للمواقع و أرشفة جديد الويب بشكل مستمر و لحظي بينما تعمل مايكروسوفت بشكل سريع مؤخرا لجعل محرك بحثها يظهر بمستوى جوجل أو أن يكون أفضل ، لكن إلى حد الأن هناك الكثير من المميزات التي لم يحصل بعد عليها و التي ستجعله منافسا شرسا ينموا بشكل سريع في الأسواق العالمية و العربية.
صحيح أن مايكروسوفت نجحت بخطتها التسويقية في الولايات المتحدة الأمريكية و ساهم ذلك فعلا في إقناع الكثير من الناس بالتخلي عن جوجل ، كما أن مشاكل الخصوصية التي عانت منها جوجل إستغلتها مايكروسوفت لصالح محرك بحثها ، غير أن ذلك لا يكفي … على بينج أن يحسن من أداءه بشكل كبير و أن يعرض أفضل نتائج بحث ممكنة و متطورة للعالم و منها منطقتنا العربية ، و حينها يمكنني القول أن الحملات الإعلانية التي تديرها مايكروسوفت منذ مدة ستعطي نتائج ثورية.
هل يكون بينج أفضل من جوجل العام القادم ؟ لا أعرف لكن دعونا نتابع تطورات سوق محركات البحث لنتعرف على الجواب الذي سيأتي في نهاية العام القادم و في مثل هذا الوقت إن شاء الله.