كلٌ يؤخذ منه ويرد .. إلا ابن حزم ..
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين : أما بعد :
دخلت على زميلي فى العمل فوجدته يستمع للغناء على هاتفه .. فأخذت الهاتف وأغلقت الأغانى وقلت له يا أخى اتق الله يا أخى فالغناء حرام قد حرمه الله ورسوله ..
فرد على وقال ( إيه دليلك ) فسقت له دليل من القرآن .. قوله تعالى ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [لقمان: 6].
وحديث النبي صلى الله عليه وسلم (( لَيَكونَنَّ من أُمَّتي أقوامٌ يستحِلُّون الحِرَ والحَرير، والخمرَ والمعازِف )).
فأبى ونهرنى وقال أنا آخذ برأى ابن حزم وبما أنه أحل الغناء فالغناء عندى حلال ..
صراحة قد أذهلنى رده .. فقلت له وهل بعد قول الله ورسوله قول ؟ .. قال أليس ابن حزم بعالم مسلم .. قُلت بلى .. قال ( خلاص يبقى الأغانى حلال )..
قلت ألم تسمع أن العلماء قد ردوا عليه قوله ؟
قال لا أريد أن أسمع فهو عالم وأنا آخذ برأيه .. فقلت كلٌ يؤخذ منه ويرد إلا رسول الله .
فصعقنى برد غريب فقال لى ( إلا ابن حزم ) .....
فتركته ثم هدأت وفكرت لماذا قال صاحبى هذا الكلام ؟
أكيد قاله عن جهل بالأدلة الشرعية الدالة على تحريم الغناء وأيضاً لجهلة بقول ابن حزم نفسه الذى يحتج به عن الغناء وأيضاً لجهله عن العلماء الذين ملؤوا الدنيا ردود على قول ابن حزم.. ولأن كثيراً من شباب المسلمين يجهلون هذا الأمر..
وتبين لى أن صاحبى هذا وغيره الكثير من المخدوعين فى فتاوى تحليل الغناء لا يستدلون بشئ إلا لخدمة هواهم..
وتبين لى أن صاحبى هذا وغيره الكثير من المخدوعين فى فتاوى تحليل الغناء لا يستدلون بشئ إلا لخدمة هواهم..
فهيا بنا نعرف من هو ابن حزم وماذا قال عن الغناء .. وهل رد عليه العلماء قوله أم ماذا ؟..
أولاً من هو ابن حزم ؟ ..
هو علي بن حزم الاندلسي (30 رمضان 384 هـ / 7 نوفمبر 994م.قرطبة - 28 شعبان 456هـ / 15 اغسطس 1064م ولبة)، أكبر علماء الإسلام تصنيفًا وتأليفًا بعد الطبري،
ثانياً ماذا قال ابن حزم فى الغناء ؟ ..
نَذْكر أوَّلاً كلامَ ابنِ حزم في هذه المسألة، فقد قال: "إنَّ الغناء مُباح"، ولكنَّه بنَى كلامه على تضعيف حديث أبي مالكٍ الأشعري، وقد اجتهَدَ فأخطأ، وإليك ما قاله في حديث البخاريِّ، والردَّ عليه.
قال ابنُ حزم: إنَّ الحديث منقطِعُ السَّند، فيما بين البخاريِّ وهشام بن عمَّار، والذي جعل ابنَ حزمٍ يَقول هذا الكلام هو أنَّ البخاريَّ أوردَ الحديث بقوله: "وقال هشامُ بن عمَّار: حدَّثَنا صدَقةُ بن خالد"، ولَم يَقُل: عن هشام، والرَّد على ذلك من عدَّة وجوه؛ كما قال أهل العلم:
إذاً فهل رد أحد من العلماء على كلام ابن حزم ؟!
نعم وقد تبين الآتى من جملة ردود العلماء
1 - أن البخاريَّ قد لَقِي هشامَ بن عمَّار، وسمع منه، فإذا قال: "وقال هشام"، فهو بِمَثابة قوله: "عن هشام".
2 - أنَّ كلام ابن حزم يُقبَل إذا كان البخاريُّ مُدلِّسًا، ولم يَصِف أحَدٌ من خَلْق الله البخاريَّ بالتدليس، فبطلَ بذلك كلامُ ابن حزم.
3 - أنَّ البخاري أدخلَ الحديث في كتابه المُسمَّى بالصَّحيح، فلولا صحَّتُه ما فعل ذلك.
4 - لو سلَّمْنا بصحَّة كلام ابن حزم، فقد رَوى الحديثَ نفسَه أبو داود متَّصِلَ الإسناد؛ ففي كلِّ الحالات الحديث ثابتٌ عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.
وهذه باختصارٍ جملة ما قالَه ابن حزم - رحمه الله - في الحديث، وبناء على ذلك أفتى بحلِّ الغناء؛ لِعَدم ثبوت الحديث عنده، وبَعْد أن تبيَّن ما وقعَ فيه ابنُ حزم من وَهْم، وما ردَّ به عليه أهلُ العلم، منهم: الحافظ ابن حجَر، وابن الصَّلاح، وابن القَيِّم، لا يحلُّ لأحدٍ أن يُتابع ابنَ حزم، وقد قال أحَدُهم: والحزم ألاَّ تأخذ برأي ابن حَزْم - أيْ: في تحليله للغناء.
فما قول جمهور العلماء فى الغناء ؟.
قال شیخ الإسلام ابن تیمیة رحمھ لله :
" و من أعظم ما یقوي الأحوال الشیطانیة سماع الأغاني و الملاھي ، و ھو سماع المشركین : قال لله تعالى : " و ماكانت صلاتھم عند البیت إلا مكاء و تصدیة " ، قال ابن عباس ، و ابن عمر ، و غیرھما : التصدیة : التصفیق بالید ، و
المكاء الصفیر ، فكان المشركون یتخذون ھذا عبادة و أما النبي - صلى لله علیھ و سلم - و أصحابھ فعبادتھم ما أمر لله بھ
من الصلاة و القراءة و الذكر و نحو ذلك ، و لم یجتمع النبي - صلى لله علیھ و سلم - و أصحابھ على استماع غناء قط لا
بكف و لا بدف ، ثم قال عن مستمع الغناء : و حال خوارقھ تنقص عند سماع القرآن و تقوى عند مزامیر الشیطان فیرقص
لیلا طویلا ، فإذا جائت الصلاة .. صلى و ھو قاعد أو ینقر الصلاة نقر الدیك ، و ھو یبغض سماع القرآن و ینفر منھ و
یتكلفھ ، لیس لھ فیھ محبة و لا ذوق و لا لذة عند وجده ، و یحب سماع المكاء و التصدیة و یجد عنده مواجید ، فھذه أحوال
شیطانیة و ھو ممن یتناول قولھ تعالى : و من یعش عن ذكر الرحمن نقیض لھ شیطانا فھو لھ قرین .
وقال ابن القیم الجوزیة رحمھ لله :
" و من مكاید عدو لله و مصایدة التي كاد بھا من قل نصیبھ من العقل و العلم و الدین و صاد بھا قلوب الجاھلین و
المبطلین سماع المكاء و التصدیة و الغناء بالآلات المحرمة الذي یصد القلوب عن القرآن و یجعلھا عاكفة على الفسوق و
العصیان .. فھو قرآن الشیطان و الحجاب الكثیف عن الرحمن و ھو رفیة اللواط و الزنا و بھ ینال العاشق الفاسق من
معشوقھ غایة المنى كاد بھ الشیطان النفوس المبطلة و حسنھ لھا مكرا و غرورا و أوحى إلیھا الشبھ الباطلة على حسنھ
فقبلت وحیھ و اتخذت من أجلھ القرآن مھجورا فلو رأیتھ عند ذیاك السماع و قد خشعت منھم الأصوات و ھدأت منھم
الحركات و عكفت قلوبھم بكلیتھا علیھ و انصبت انصبابة واحدة علیھ فتمایلوا و لا كتمایل النسوان و تكسروا في حركاتھم
و رقصھم أرأیت تكسر المخانیث و النسوان و یحق لھم ذلك و قد خالط خماره النفوس ففعل فیھا أعظم ما یفعلة حمیا
الكؤوس فلغیر لله بل للشیطان قلوب ھناك تمزق و أموال في غیر طاعة لله تنفق .. قضوا حیاتھم لذة و طربا و اتخذوا
دینھم لھوا و لعبا .. مزامیر الشیطان أحب إلیھم من استماع سور القرآن ، لو سمع أحدھم القرآن لما حرك لھ ساكنا و لا
أزعج لھ قاطنا حتى إذا تلي علیھ قرآن الشیطان و ولج مزموره سمعھ تفجرت ینابیع الوجد عن قلبھ علو عینیھ فجرت و
على أقدامھ فرقصت و على یدیھ فصفقت و على سائر أعضائھ فاھتزت و طربت و على أنفاسھ فتصاعدت ...
فیا أیھا الفاتن المفتون و البائع حظھ من لله بنصیبھ من الشیطان صفقة خاسر مغبون .. ھلا كانت ھذه الأشجان عند سماع
القرآن ؟ و ھذه الأذواق و المواجید عند قراءة القرآن المجید ؟ و لكن كل امرئ یصبو إلى ما یناسبھ و یمیل إلى ما یشاكلھ
وغيرهم الكثير من العلماء ردوا على هذه الشبهات وأقروا بحرمة المعازف والغناء.
ولمعرفة حكم الغناء والموسيقى يمكنكم تحميل هذا الملف
0 comments:
Post a Comment